ما أصعب ذلك اليوم
أو بالأحرى تلك الثواني
حين يشعر الانسان بانه ليس سوى
تذكرة طيران مهملة
على رف غطاه الغبار
حين تشعر وكأنك ما خلقت
إلا تكون أسير ذاك الصمت القاتل
تقبع خلف جدرانه وحيد اليأس والآلام
يغرس أشواكه في ثناياك
ينتشل قلبك
كما تنتزع الروح من جسد العاصي
في ثواني قاتلة
تمحى من الذاكرة
كل تلك اللحظات الجميلة
بل وتباع على أرصفة الطرقات
علَ أحد المارة يقدرها
بنظرة عطف يرميها لها
فهل أصبح البشر مجرد جمادات تتحرك
أو حتى جثث مات قبل أن تدفن
أنحن في زمن الجمود والتبلد
أين ذهبت تلك المشاعر الندية
أين أجد أولئك الأشخاص الذين عاشوا بأرواحهم
ولكن هيهات لي ذلك
سأظل دائما مركون في تلك
الزاوية المظلمة دون أن يراني أحد
لم أكن في يوم تلك الأنانية المغرورة
لم أرسم أبداً على جدران الحائط صورة عظمتي
لم أؤلف قصة انجازاتي قبل أن أحققها
لم أرسل شعاع عيني باحتقار عليكم
فلما بعد كل ذلك تعلنون الحرب
قبل اشتعال الفتيل
تعشقون الجرح قبل أن تبحثوا عن السكين
الآن فقط أستطيع أن أبلغكم
قرار استقالتي من حياتكم الفانية
الآن أتنازل عن خدماتكم
التي لا تملأ قطعة ورق صغيرة
الآن فقط أقولها لكم وبملئ ارادتي
كونوا كما تشاءون
لكن بعيدا عني
فلن يندمل الجرح حتى لو ملأناه بلسماً
تحياتي: رؤى
الأربعاء يونيو 11, 2008 12:50 pm
